صراع الراعي والمزارع بدارفور واقع يائس ينتظر الحل
السودان نت الفاشر:
تتمتع ولاية شمال دارفور إحدي ولايات غرب السودان والتي تبلغ مساحتها (296) الف كيلو متر مربع بثروة حيوانية جعلت مراعيها الخضراء محل صراع بين المزارعين والرعاة الذين يتنقلون من الاماكن الاقل خصوبة وإنباتا للنباتات إلي اماكن ذات خصوبة عالية خلال الصيف والخريف، ودائما ما يشتكي القرويون المزارعون في مختلف مناطق دارفور من ادخال الرعاة المسلحين لحيواناتهم في المزارع وإفسادها وعدم التزامهم بالقوانين والأعراف المنظمة لحركة وعيهم المقننة من طرف الحكومات المحلية مثل المسارات والمراحيل، ونتيجة لذلك تتكرر الاحتكاكات بينهم الامر الذي يؤدي إلي مصرع وإصابة العشرات كل عام إلي جانب تأثر الموسم الزراعي بالرعي الجائر .
يقول المواطن ادم احمد ابكر أحد قادة الادارة الاهلية بمنطقة شنقل طوباي 70 كيلو متر جنوب حاضرة الولاية الفاشر، ان مزارعا يدعي عبدالباقي بشير “45” عاماً قد قتل بعيار ناري اطلقه عليه أحد رعاة الإبل المسلحين في مزرعته بقرية “تنقراره” (18) كيلو متر شرق بلدة شنقل طوباي، ذاكراً ان الحادثة وقعت عندما ذهب المقتول لمزرعتة بغرض الحصاد ليجد مجموعة من الابل ترعي داخل المزرعه، لتنشب بينه والرعاة مشادات كلامية إنتهت بإطلاقهم أعيرة نارية أردته قتيلا .
ويري الباحث في قضايا التراث والأرض بدارفور الاستاذ ابراهيم ابكر سعد ان الصراع المسلح بدارفور أفقر المراعي مما جعل الرعاة في مرحلة بحث مستمر عن المياه و الخضرة، وأضاف ان الصراع القائم بين الراعي والمزارع قديم متجدد كل عام ولن ينتهي الا بمعالجة أسبابه بحلول جزرية .
ويعد حادثة القتل التي وقعت مؤخراً هي السادسة من نوعها خلال هذا الموسم بشمال دارفور وحدها وفق الاحصائيات التي رصدها مراسل موقع “سودان نت” بمدينة الفاشر، إلي جانب إصابة العديد من المزارعين علي خلفية الصراع وسط غياب شبه كامل من السلطات القانونية والعدلية المحلية .
وبحسب الإحصائيات تشهد المنطقة كثير من الانتهاكات التي يتعرض لها المزارعين الشئ الذي يهدد الموسم الزراعي بالفشل الامر الذي يؤدي لنقص الحبوب وزيادة حالة الفقر بالولاية ، تأمين الموسم الزراعي هو تأمين الدورة الزراعية بشقيها الحيواني والنباتي والتي لن ستتم بوجود علاقة تبادلية نفعية بين الزارع والراعي وحضور الدولة بكل أجهزتها في مناطق الصراع .