دارفور ..واقع مرير ينتظر التغيير

0 100
السودان نت – دارفور
في الوقت الذي يراقب فيه مجتمع دارفور سير المفاوضات الجارية في عاصمة جنوب السودان “جوبا” بين وفد الحكومة السودانية برئاسة النائب الاول لرئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو والجبهة الثورية بمسارات التفاوض الخمسة ، وما يتمخض عنها من اتفاق سلام شامل ، إلا ان ألأوضاع العامة في اقليم دارفور لم تتبدل بعد ، حيث لا زالت  الأوضاع الأمنية والاقتصادية غير مستقرة ، رغم المؤشرات الإيجابية لتحقيق اختراق في ملف السلام ، إلا أن دارفور تعيش أوضاع استثنائية غير مسبوقة شكلت توترا واسعا بمعسكرات النازحين ومناطق العودة الطوعية المقترحة من الحكومة .التي

*سقوط قتيلان في الجنينة غرب دارفور*

لقي شخصان علي الأقل مصرعهما وجرح اثنان آخران ، فيما اختطف مواطن الاسبوع الماضي في احداث عنف وقعت بين الشرطة ورعاة مسلحين في محلية كرينك (70) كيلو متر شرق مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور ، حيث شهدت المحلية يومي “الخميس والجمعة” الماضيين نزاعاً مسلحا بين مزارعيين ورعاة بسبب الرعي الجائر ، تزامنا مع عمليات الحصاد واستئناف المفاوضات بين الحكومة الانقالية والجبهة الثورية في جوبا  ، و يقول احد قادة الادارة الاهلية في محلية كرينك الفرشه ابكر جمعه ادم لموقع  (السودان نت) ان المعارك تجددت بين الشرطة والرعاة المسلحين يوم الجمعة الماضية راح ضحيتها قتيلان علي الأقل ، وخرج المئات من المتظاهرين في بداية هذا الأسبوع في  مظاهرات حاشدة بمدينة الجنينة ، للمطالبة بإقالة حاكم الولاية المكلف اللواء ركن عبدالخالق البدوي ، بجانب المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمراجعة اداءه خلال الفترة الماضية ،  وطالب تجمع المهنين بغرب دارفور في بيان اطلعت (السودان نت) علي نسخة منه بإقالة حاكم الولاية لفشله في تحقيق الأمن والإستقرار بالولاية .

قتلي ومسيرات احتجاجية في شمال دارفور

اما في الفاشر اقدم مدن دارفور تاريخيا وعاصمة ولاية  شمال دارفور ، لقي طالب ثانوي مصرعه فيما اصيب اخر بجراح متفاوته بعد تعرضهما لاطلاق نار من قبل مسلحين  وسط أحياء مدينة الفاشر ، ولم تفلح الجهود التي بزلتها السلطات في القبض علي الجناة حتي الان ، و قال محي الدين صالح احد قادة لجان المقاومة بمدينة الفاشر ل (السودان نت) ان الطالب رفعت لقي مصرعه “السبت” فيما جرح اخر علي ايدي اثنين من المسلحين يرتديان الزي العسكري حاولا سرقة المواطنين بقوة السلاح .

وفي قرية ( تبرا ) غرب الفاشر ، حمل متظاهرون جثامين شهيدين ، احدهما جندي في القوات المسلحة و الثاني مزارع الي منزل والي الولاية المكلف اللواء مالك الطيب خوجلي ، و طاف المتظاهرون بجثامين الشهداء الشوارع الرئيسية لمدينة الفاشر ، وسط تزمر و استنكار واسع من المواطنين تجاه السلطات .

واطلق ناشطون دعوات للخروج بكل مدن دارفور في مواكب للتضامن مع أسر الشهداء مناشدة حركات الكفاح المسلح والحكومة الانتقاليه بالعمل في سبيل الوصول الي سلام شامل وعادل يخفف معاناة المواطنين .

ضحايا عنف مسلح في نيالا عاصمة جنوب دارفور

وفي جنوب دارفور توفي مهند تميم نتيجة مباشرة لتعذيبه علي ايادي قوات نظامية قامت باعتقاله من منزله مع اخرين ليتم نقلهم الي معسكر  نظامي بضاحية (كشلنقو) بتهمة سرقة إطار عربة تتبع لهم .

و لقي (الجمعة) الماضي احد النزلاء مصرعه وجرح ثلاثة اخرين بسجن كوبر بنيالا في أحداث عنف شهدها السجن ، وقال مدير شرطة الولاية اللواء نيازي صالح ان مواجهات عنيفة وقعت بين شرطة السجن ومجموعة من النزلاء الذين ينتمون لقوات الدعم السريع أدت لمقتل احدهم وإصابة ثلاثة اخرين بجراح متفاوته تم نقلهم الي المستشفي لتلقي العلاج .
وقال المواطن محمد سليمان ل “السودان نت “ان رعاة مسلحين قد قتلوا الايام الماضية أمرأة وطفلها بقرية عيدان بالقرب من مدينة قريضه 85 كيلو متر جنوب نيالا ، وأضاف ان الحادث وقع بعد تحفظ الشرطة علي أبقار أضرت بمزارع المواطنين الأمر الذي لم يرضي أصحابها فنظموا هجوم مسلح علي مركز الشرطة لاسترداد أبقارهم لتلقي  امراة وطفل مصرعهما بلإضافة لجرح احد عناصر الشرطة .

إنتقادات وتذمر

ومع تزايد الانتقادات تجاه الحوادث المتكررة في دارفور يري مراقبون ان النسيج الاجتماعي بالمنطقة تعرض لهزات كبيرة طيلة فترة الصراع المسلح في الإقليم ، نتج عنها عدة تعقيدات عديدة الأمر الذي يتطلب تضافر كافة الجهود للوصول الي اتفاق سلام شامل يرضي كافة الاطراف ، وفي اقرب وقت ممكن ، ويقول يحي ادم مختار ناشط سياسي في شمال دارفور ل (السودان نت) يجب علي أطراف الصراع المسلح في دارفور تقديم تنازلات لتحقيق السلام ، واشار الي ان مسببات الحروب ما عادة موجودة ، خاصة بعد انهيار نظام البشير ، مضيفاً ” علي الجميع الاحتكام لصوت العقل ومرعاة معاناة النازحين واللاجئين “محزرا من تداعيات عدم الوصول لسلام .

وتبقي الأمنيات والأحلام بأرض دارفور بأن تشهد أراضيها السلام والاستقرار بعد سقوط نظام الحرب والإبادة وتكوين حكومة الحرية و السلام والعدالة التي يقع علي عاتقها الكثير حتي تعود لدارفور سيرتها الأولي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.