تقدير موقف:
– انتخب المؤتمر الاستثنائي لحركة العدل والمساواة المنعقد في أديس أبابا، سليمان صندل حقار رئيسا للحركة بدلاً من الدكتور جبريل إبراهيم الذي تم عزله، وأكد صندل في كلمته في ختام المؤتمر، “أن حركة العدل ستكون منفتحة على كل القوى السياسية عدا المؤتمر الوطني ،الذي فصل الجنوب وارتكب جرائم الإبادة الجماعية “، واختتمت الحركة مؤتمرها الاستثنائي بعد يومين من المداولات تم فيها اجراء تعديلات على النظام الأساسي والبرنامج السياسي
– أكد صندل موقف حركته المحايد من الحرب والعمل مع كل القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح لوقف الحرب وحماية المدنيين.
– كشف الرئيس الجديد عن أن المؤتمر الاستثنائي راجع قرار الحركة السابق بشأن تأييد مشاركتها في انقلاب 25 أكتوبر 2021 وأقر بالخطأ الذي ارتكبته الحركة جراء ذلك ومساهمتها في تقويض النظام الديمقراطي المدني. مشيرا الى أن الحركة لا تنتمي لليسار أو اليمين وتعمل من أجل المواطنة المتساوية ومحاربة الفساد.
تحليل:
• بانتخاب سليمان صندل رئيسا للحركة في المؤتمر الاستثنائي، صارت حركة العدل والمساواة رسميا منقسمة الي حركتين، واحدة برئاسة جبريل إبراهيم،وزير مالية البرهان وحليف الإسلاميين وشريكهم في الحرب ضد الدعم السريع وصراعهم السياسي ضد قوي الحرية والتغيير ,وفي الجانب حركة بذات الاسم بقيادة سليمان صندل والمجموعة المقالة , الأقرب للدعم السريع وقوي الحرية والتغيير المجلس المركزي .
• من المقرر ان تعقد حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم لقاءا موسعا لقياداتها في مدينة بورتسودان مما يعني فتح الباب لصراع الشرعيات، وبداية لحرب سياسية وإعلامية تستهدف ادعاء شرعية الاسم والتاريخ
• سيمثل اتفاق سلام جوبا إحدى نقاط الصراع، مرحليا، ستعتبر مجموعة جبريل هي الطرف المعتمد لدى البرهان، وهو الامر الذي سيكون موضع خلاف في حال التوصل لاتفاق سياسي، يستدعي مشاركة الجميع بما فيها حركات الكفاح المسلح.
• تاريخ صندل المعروف في الحركة الإسلامية سيطرح تساؤلات حول طبيعة الاختلاف مع جبريل ابراهيم، الذي يشاركه ذات المسار والتاريخ ، الخلاف بينهما هو في الموقف من الحرب والاصطفاف مع احد طرفي الحرب الدائرة في البلاد .
الخلاصة:
تقديرنا ان هذا الانقسام سيضعف الحركة، وربما يخرجها قريبا من المشهد السياسي السوداني نهائيا، فلا وزن عسكريا لحركة العدل والمساواة، يبقيها طرفا في المعادلة السياسية، ولا خيار في حال الدخول في عملية سلام دائم من عودة تيارات هذه الحركة كل الى وضعه الطبيعي في اطار الأحزاب والحركات السياسية التي ستظهر في اعقاب الحرب ، والتي ستعيد تشكيل خارطة سياسية الجديدة .
تداعيات هذه الحرب لم تتوقف مفاعيلها بعد، فكل الحركات والأحزاب السياسية السودانية تعيش أزمات بنيوية، وهي معرضة الان للتشقق والانقسام. وحتى اللحظة لا يوجد في الساحة السياسية قوى مؤهلة لتكون الحامل الجديد لشعارات الثورة ، ولاستقطاب سياسي ذو سمات عابرة للجهوية والقبلية والاثنية.